الثلاثاء، ١٠ فبراير ٢٠٠٩

حتى نلتقى!

و حين أتاه ذلك الشعور الذى طالما تساءل عن ماهيته، ولكنه عرف دائماً أنه سيعرفه حين يأتى ...
فوضع القلم من يده،وكانت الصفحة لا ينقصها إلا أن تنهيها هى برأيها الذى طالما أكمل فكره و بخطها الذى لطالما عشقه... و لكنه هذه المرة لم ينادها إلى المكتب، ولكن أخذ القلم والأوراق و ذهب إليها فى غرفتها، فوضعت الكتاب الذى كان بيدها جانباً، "لقد كنت فى طريقى إليك"؛ قالتها بصوتها الدافئ.
فتقدم نحوها وفى عينيه تلك النظرة، مصحوبة بتلك الابتسامة الهادئة التى كانت دائما تستفزها ولكنها كانت تشعرها دائماً أن كل شىء سيكون على ما يرام ... و قد كانت هى الأخرى تشعر باقتراب تلك اللحظة و لكنها تأبى أن تصدق ذلك ... فطبع قبلة بين عينيها و همس فى أذنها "حتى نلتقى !!" .. ثم أراح رأسه على صدرها، أحن وأدفأ مكان فى وجوده، و الذى لم يضاهه إلا صدر أمه حين كان صغيراً... ونظر إليها، فبللت دمعة تسللت من تحت نظارتها خدّه ... فقال بصوته الهادئ المبتسم "لا إله إلا الله"، و أصابعه تتخلل شعرها الأسود المسدل كالليل تداعبه على استحياء خطوط بيضاء من نور ..
ثم نظر للنافذة المفتوحة على السماء والشمس تبعث رسلها لتشق ظلمتها، فسمع صوتها تردد، محاولة استجماع كل قوتها، كما اعتادت حين يفترقا؛"محمد رسول الله"
فتبدلت ابتسامة الهدوء على وجهه بابتسامة أخرى لم يكن ليفهمها أحد سواها -كالعادة- ، وتسللت نفس الابتسامة الى وجهها لتباعد بين مجريا الدموع من قلبها إلى قلبه.
و صارت رأسه تثقل على صدرها شيئاً فشيئا، فأخذت الورق والقلم و خطّت ، ودموعها تسيل؛ تزيد حرارتَها البرودةُ التى أخذت تعلو وجهه المبتسم، "و هنا تنتهى رحلة ساهمت فى تكوين هذا العالم كما نعرفه، لتبدأ أخرى...
و... حتى نلتقى ! ... "


أيمن والى
28/8/08