السبت، ٢٤ فبراير ٢٠٠٧

معاليه قرر يبيع جامعة أبوه - جامعة الإسكندرية سابقاً


هدم جامعة الإسكندرية
بقلم د. محمد أبوالغار
٢٢/٢/٢٠٠٧ "المصرى اليوم"

نشرت الصحف أن رئيس جامعة الإسكندرية الدكتور حسن ندير قد صرح بأنه تقدم بمشروع لبيع جميع مباني جامعة الإسكندرية، والتي
قدرها بمبلغ ١٢ ملياراً من الجنيهات، وذلك لإنشاء جامعة جديدة للإسكندرية علي الأرض الزراعية التجريبية لكلية الزراعة.
وذكر الخبر أن مجلس الجامعة قد وافق بالإجماع علي بيع الجامعة وأن الموضوع سوف يعرض علي رئيس الوزراء، ولي بعض التعليقات علي هذا الموضوع:
أولاً: هل تمت دراسة هذا المشروع الذي سوف يغير ديموجرافية الإسكندرية؟ وإذا كان ذلك قد حدث بالفعل، فأين الدراسة، وهل عرضت علي أساتذة الجامعة أو علي الأقل علي أساتذة الهندسة والتخطيط العمراني؟ هل عرضت علي الشعب السكندري ليقول رأيه في تغيير جذري في مدينته قبل أن تعرض علي وزير أو رئيس الوزراء، إن رئيس الجامعة قد تقلد منصبه منذ أسابيع..
فهل تمت هذه الدراسة في هذا الوقت وهل يمكن للمهتمين أو للصحافة الحصول علي هذه الدراسة؟ أم أنها فكرة ظهرت فجأة أو بتوجيه من إحدي الشخصيات لأغراض في بطن الشاعر؟ ولا أتخيل أن تتم دراسة مشروع بهذا الحجم خلال أسابيع، بل إنها فكرة- إذا لم يأخذ توجيهاً بذلك- الأغلب أنها «طقت في دماغ رئيس الجامعة».
ثانياً: ألا يوجد عميد واحد فقط في جامعة الإسكندرية يبدي اعتراضاً أو حتي تخوفاً أو حتي يطلب وقتا للدراسة؟ شيء لا يصدقه عقل، أتعلمون لماذا كان تعيين العمداء كارثة؟ لأنه لو كان العمداء منتخبين ما كان ذلك من الممكن أن يحدث، وتتم الموافقة في جلسة واحدة علي مشروع بهذه الضخامة.
ثالثاً: هل هدم مباني جامعة الإسكندرية، وبعضها تاريخي مثل مبني رئاسة الجامعة، وبعضها قمة في الهندسة المعمارية مثل كلية الهندسة، في صالح المدينة؟ وهل إقامة أبراج أو مولات وأسواق هي حل لمشكلة زحام الإسكندرية بسبب تكدس الطلبة..
أم أن هذا الحل سوف يحدث تكدساً من نوع آخر؟ أنا أدعو رئيس جامعة الإسكندرية لزيارة باريس حتي يري جامعة السوربون في شوارع ضيقة بجوار الحي اللاتيني في باريس، ويشاهد جامعة أمستردام في وسط المدينة القديمة، وجامعة كولومبيا في وسط زحام نيويورك، وأقدم جامعة في العالم في وسط مدينة بولونيا في إيطاليا، كلها محتفظة بمكانها وشكلها الخارجي وبها كل التحديث من الداخل، لم يفكر أحد في نقل جامعته فجأة وبعد اجتماع مجلس جامعة واحد.
رابعًا: هل فكر رئيس الجامعة كيف يوفر وسائل نقل لمئات الألوف من الطلبة إلي المكان الجديد؟ هل سوف ينفذ مشروعًا لمترو الأنفاق قبل البدء في مشروعه؟ هل يعتقد أن ثمن بيع الجامعة أنقاضاً، لأنه لا يملك الأرض والتي هي منفعة عامة، سيكفي لبناء جامعة جديدة؟
وهل سيبني الجامعة أولاً ثم يبيع القديمة بعد ذلك، ومن أين سوف يأتي بأموال لذلك وهو متعثر في بناء مستشفي أطفال في سموحة لأكثر من ست سنوات؟
خامسًا: إذا كان هناك مكان يصلح لجامعة، ألا تحتاج الإسكندرية إلي جامعة أخري جديدة أو حتي جامعة أهلية ليست لأغراض الربح يتبرع رجال أعمال الإسكندرية لها وتقوم الدولة بالمساهمة بالأرض وتكون جامعة نموذجية للبحث العلمي والتعليم.
لم يحدث في تاريخ أي دولة في العالم أن تقدم مسؤول بمثل هذا المشروع بدون دراسة عميقة ومتأنية تأخذ في الاعتبار الجوانب الاقتصادية والديموجرافية والثقافية والجمالية، مع أخذ رأي شعب الإسكندرية المغلوب علي أمره بأفكار رئيس الجامعة الجديد.
وأخيرًا.. أنا عندي بعض الشك بأن هناك خطة ما، بتحريك جهة ما لهدم مستشفي الشاطبي كبداية لهذا المشروع ثم يتوقف الأمر عند ذلك ولتذهب سيدات وأطفال الإسكندرية وما حولها للجحيم.

ليست هناك تعليقات: